تناولت الصحافة الإسبانية كعادتها موضوع المغرب، وتنوعت مواقفها بحسب قناعاتها وانتماءاتها السياسية والأيديولوجية، والملاحظ أن موضوع الهجرة السرية كان خلال هذا الأسبوع شبه غائب، إذا استثنينا تحذيرات الجمعيات الحقوقية من مغبة إرجاع القاصرين المغاربة دون التأكد من ظروف استقبالهم، وأنه من الأنسب لهم المكوث في إسبانيا.
وبقي الاهتمام منصبا على ملف الصحراء وانعكاساته، والإرهاب في المغرب وانتكاساته، بالإضافة إلى الصيد البحري، والاستثمارات.
خلاصة القول، همهم الأول والأخير صرف المواجع وجلب المنافع.
قضية الصحراء
ساندت حكومة ثاباطيرو المقترح المغربي واعتبرته صالحا لإخراج القضية من عنق الزجاجة، لكن المعارضة عبر صحافتها اتهمت ثاباطيرو بمحاباة المغرب وتقديم التنازلات الواحد تلو الآخر، فها هو بعد مباركته للمبادرة المغربية، يعترف بحق المغرب في تمديد مياهه الإقليمية في الصحراء قرب جزر الكناري، ولم يبق لثاباطيرو إلا أن يسلم سبتة ومليلية.
ويتساءل صحافي معارض آخر: كيف سمح ثاباطيرو للمغرب أن يتحكم في صيادينا في مياه الصحراء المغربية؟ ويستنتج: هذا فشل ذريع لسياسته بل خيانة لحزبه ولكل أحزاب اليسار الإسباني، بل خيانة لإسبانيا كلها.
الإرهاب
هذا الموضوع يقف له شعر الأوروبيين -على حد تعبير أحد الأوربيين- لذا نجده يسيل مدادا كثيرا، ويهتمون بتفاصيله.
أول ما نبدأ به هو الإشادة بجهاز الأمن المغربي الذي وفق في إبطال مفعول الإرهاب، وذكرت الصحافة أن مدريد تهنئ الرباط بنجاحها في إحباط تخطيطات الإرهابيين.
وتنفست مدريد وباريس الصعداء، لحزم المغرب ويقظة أهله، لكنهما مازالا يتوجسان خيفة مما يجري في الجزائر، لذا اجتمع وزير داخلية إسبانيا وفرنسا وقررا تقديم الدعم للمغرب والجزائر، وتيسير سبل الاستفادة من خبرة الدولتين الأوربيتين .
والملاحظ أيضا أن أحد الإرهابيين من الذين فجروا أنفسهم في شقة ليگانيس بمدريد وبعد محاصرتهم من طرف قوات الأمن، والذي يسمى احمدان ويلقب بالشينو EL CHINO ، مازال بعد موته يورط المفترض تواطؤهم معه، فقد اتهمت زوجته بأنها كذبت عندما أنكرت اتصالها بزوجها عبر الهاتف، في حين أثبت التحقيق عكس ذلك، كما تورط بعض أفراد الحرس المدني الذين تساهلوا مع الشينو ولم يقبضوا عليه برغم تأكدهم من حمله للسلاح الأبيض وبحوزته بضاعة مسروقة، وأنه كان متوترا وعيَّرهم بأنهم “عنصريون “.
والطريف في الإرهاب المغربي أنه يخيف اللغويين أيضا، فهذا كاتب يرى أن الصحافة تستعمل للتعبير عن تفجير الإرهابي لنفسه لفظ INMOLAR ، وهو يعني أنه ضحى بنفسه أو قدمها قربانا، وهو أقرب إلى المدح منه إلى الذم، فأولئك الستة الذين انفجروا في الدار البيضاء لم يقدموا أنفسهم قربانا بل ألقوا بها إلى التهلكة.
الصيد البحري
مازال الارتياح باديا على الصيادين الإسبان الذين عانوا خلال سنوات حظر الصيد بالمياه المغربية من شظف العيش، فمنهم من عاش على المساعدات الاجتماعية، ومنهم من اشتغل مساعدا في البناء أو بواخر الشحن . وها قد انفرجت الكربة، وعادت السفن إلى مياه الغربة، ولكن الرياح تجري بما لا يشتهيه أرباب السفن، فالاتفاقية المبرمة بين المغرب والاتحاد الأوربي تنص على أنه يمنع الصيد بالأضواء الكاشف في بعض المصايد، لكن الإسبان يريدون الجمل بما حمل، يريدون الصيد بالقناديل لتنقية البحر من السمك والقناديل .
وهكذا توجهت السنيورة إيلينا إسبينوزا وزيرة الفلاحة والصيد البحري إلى اللوكسمبورج من أجل حشد الدعم الأوربي للضغط على المغرب حتى يدخل تعديلات على قانونه ويرخص للأوربيين -وجلهم إسبان – باستعمال الأضواء في الأماكن المحظورة . ولكي تهدئ إسبينوزا من روع الصيادين اقترحت عليهم الصيد في الأماكن المرخص فيها استعمال الأضواء ريثما يتفاوضون مع المغرب.
الاستثمارات
لقد أصبحت بعض المدن كتطوان وطنجة والسعيدية ومراكش كخلية نحل، تجهز بها العقارات وتبنى العمارات من طرف شركات إسبانية وجدت تسهيلات يغبطها عليها المنعشون المحليون.
وفي بحر هذا الأسبوع، اشترت شركة مالية إسبانية نسبة 5 ? من أسهم البنك المغربي للتجارة الخارجية.
كما تقوم شركة برفع دعامات مولدات كهربائية في طرفاية تعمل بالطاقة الريحية. والبقية تأتي.