الأحلاف الحضارية تندد بإرهاب الدولة (العدد 95 )

كان خوسي ماريا أثنار أيام حكمه يغلب منطق القوة، ويعلن الاستنفار وينضم إلى الأحلاف العسكرية، ولما جاء خوسي لويس ثاباثيرو وغلَّب منطف الحوار، وقام بمبادرة سنة 2004 أطلق عليها إسم حلف الحضارات، وهي مبادرة باركتها الأمم المتحدة في شخص أمينها كوفي عنان، وأيدتها الدول الإسلامية والغربية على السواء، وتكونت لجنة الحكماء من شخصيات عالمية عرفت باعتدالها، بعضهم من الغرب وبعضهم من العالم الإسلامي، ويقتسم رئاسة هذه اللجنة شخصيتان هما : المدير العام السابق لليونيسكو الإسباني فديريكو مايور سرقسطة F.M.ZARAGOZA ، ووزير الدولة التركي محمد إيدين . وسبق “للأسبوعية الجديدة ” أن نشرت في هذا الركن من عدد 87 ملخصا لمحاضرة ألقاها أثنار في واشنطن، صب فيها جام غضبه على حلف الحضارات هذا، وعلى كل من يهادن المسلمين، وأعلن أن مؤسسة تحليل الدراسات الاجتماعية (F.A.E.S) التي أسسها في مدريد، تهدف إلى محاربة “الخطر الإسلامي” وقال :»البقاء لواحد من الإثنين لنا، أو لهم!«
وهانحن اليوم نجد صوت العقل ارتفع من إسطنبول، يدعو إلى تعايش الحضارات وقبول الغير. إنه صوت فديريكو مايور، كما صرح به لادفونش گونثالث IDEFONSO G مراسل أوربا بريس يوم 2006/11/12.

*****

تعايش الحضارات
… كذَّب رئىس لجنة الحكماء لحلف الحضارات ف.مايور أن تكون اللجنة قد تحاشت مشكل الميز الذي يطول المرأة في العالم الإسلامي، واعترف بأنه قد تناولته بتبصر ودون أن يعطي الدروس لأحد.
انتقى مايور الخطوط العامة للتقرير الذي أعدته لجنة الحكماء خلال السنة الأخيرة، والذي سيقوم غداً الإثنين 2006/11/13 كل من رئىس الحكومة خوسي لويس ثاباتيرو، والوزير التركي الأول رجب طيب أردوغان بتسليمه للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في اسطنبول .

وأشار مايور إلى أن »هناك مقترحات تلامس موضوع “الميز ضد المرأة” ولكن حذار من التعميم!« وكشف أن الغرب لطالما غض الطرف عن هذا الميز في العالم الإسلامي، لأنه »زبون كريم BUENCLIENTE« ، ولا ننسى أن هناك “تقدما معتبراً” شهدته دول كمصر والمغرب وتونس في السنوات الأخيرة.
وحسب مايور فإن الغرب لا ينبغي أن يعطي دروساً قبل أن ينظر إلى نفسه في المرآة، فهذه إعلانات اللقاءات التي تملأ وسائل الإعلام الإسبانية »تأمَّل هذه الإعلانات التي تخدش الحياء . وهي في متناول الأطفال، فيها صور ورسومات مكشوفة وتعاليق تهين المرأة وكرامتها “.

ويذكر أنه قبل عقود قليلة، كانت المرأة خانعة مستسلمة في إسبانيا “كنَّ يمشين بنفس الثياب والمناديل السود .. ويجلسن في الكنائس معزولات عن الرجال (…) لكن الأمور قد تغيرت اليوم ” هذا ما تحقق في إسبانيا، لكن على الصعيد العالمي “نجد 4 ? فقط من النساء في موقع اتخاذ القرار”

ومن جهة أخرى نفى المدير العام السابق لليونيسكو أن يكون حلف الحضارات كياناً مبهماً ENTE DIFUSO ، وقال بأن لجنة الحكماء في الحلف ستقدم سلسلة من “المعايير العملية” الموجهة لمواقف الدول والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.

الشرق الأوسط : وأكد أنه من بين المعايير تركيز الاهتمام على نزاع الشرق الأوسط “إنها اللحظة التي يجب فيها على أوربا وبقية اللجنة الرباعية (أمريكا، روسيا، والأمم المتحدة ) أن تتبنَّى بحزم معايير لإنهاء موقف المتفرج، واعتبار ما يجري إرهاب دولة، وفي هذا يمكن أن يتعاون حلف الحضارات”.

وفي هذا الاتجاه شجب مايور ولع الولايات المتحدة بالحروب El Belicismo وندَّد بما سكبه رئيس الحكومة السابق أثنار من زيت في تحامله على حلف الحضارات “السلام هو السبيل، السلام هو الذي يجعل الأيام هادئة، وليست القوة (…) لا أحد ينتظر أن تحل المشاكل بالقوة، هذا ما يقوله لسان حال الولايات المتحدة، وما العراق إلا فخ ” يُلمّح إلى استقالة كاتب الدولة في الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد.

ويواصل منتقداً “يقلقنا ما تقوم به إسرائيل من قصف بالقنابل العنقودية، تقول إنه خطأ تقني، كفى من الأخطاء التقنية ! كفا ! كفى من استعمال القوة ! وليعلمه منتجو الأسلحة لأنهم سيخسرون 2.680 مليون دولار ثمن التسلح يوميا ” …. وقال مايور إن لجنة الحكماء تعول على تشجيع تعددية الجوانب… ودور الأمم المتحدة في حل النزاعات، لأنه” لا يمكن انتظار شيء من أمم متحدة تقع تحت إمرة دولة قوية، وبالضبط هيمنة الولايات المتحدة”.

بؤس وتطرف: سيُرجع التقرير النهائي للجنة الحكماء وبإصرار الجزء الأكبر من أصل التطرف إلى البؤس، تماما كما اعترفت به الأمم المتحدة ووضعته ضمن اهتماماتها مع بداية الألفية الجديدة.

وستتمحور توصيات اللجنة حول قضية الهجرة وطرائق الإدماج “يفتقر أسلوب الإدماج إلى التعايش عندما يجبر الواحد على مماثلة الآخر، وكل همه الاندماج، متناسيا أن لكل واحد خصوصياته وهويته الثقافية، وإذا نحن فضلنا عقيدة دينية أو ثقافة أو حضارة على أخرى، فمن شأن هذا أن يولد العداوة والأحقاد”.
ويقول مايور إن لجنة الحكماء تقترح -كمظهر اجتماعي- زيادة التوأمة والتآخي بين المدن، وتفاعل أكثر لجماعات الشرق والغرب، وما أفكار Erasmus [فيلسوف هولندي من عصر النهضة . إنساني النزعة، نبذ الحرب وقرَّب بين الكاثوليك والبروتستانت – المترجم ] على المستوى العالمي، والتشجيع على ولوج الأنترنيت وفق برنامج عالمي “إذ أن شبكة الشبكات توفر وسائل التبادل والتفاعل الأكثر أهمية يومنا هذا “.

وسيدعو تقرير اللجنة كذلك إلى إعادة النظر وتنقيح الكتب التي تنقل “صوراً نمطية تفتقد الأصالة وتتناسل عنها أفكار حول الثقافات الأخرى، وتجعل ثقافتنا الغربية وحدها القمينة بالتفوق والاستعلاء”.

وعقَّب في الأخير أنه يقصد “برنامجا عظيما من تضامن الشباب عالمياً ” والذي يجمع اليوم أكثر من 400 جمعية شبابية من 125 دولة “هذه واحدة من الوصفات المقبولة لتيسير التعارف والتفاهم، وحتى لا يرث الشباب الأفكار الظاملة وأساليب النبذ والإقصاء التي درجت عليها الأجيال السابقة.

من حق تركيا الالتحاق بالاتحاد: وحول ما إذا كان ممكناً اندماح تركيا في الاتحاد الأوروبي، صرح مايور أنه نظراً لكون تركيا تحتضن حلف الحضارات بالاشتراك، ولكنها دولة ذات أغلبية مسلمة وتقيم ديمقراطية راسخة ستكون مثالاً للتعايش المكون لجزء من الغرب .

وقال بحزم “نريد اندماجاً ولا نريد تمويهاً ” وأنه على تركيا “أن تبذل مزيداً من الجهد ” وبمجرد وصولها إلى النادي الاتحادي عليها أن تتبنى اتفاقيات التفاهم استعجالا “وبانضمامها يجب طي ملفات مواجهات الماضي، وفتح أخرى لعهد جديد تتولى فيه أوروبا أداء دور جديد “.

وأكد مايور على وجود إشاعة ثقافة السلام… ومبادئ الديمقراطية في العدالة والحرية والمساواة والتضامن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top